انهارده فى قصة تاريخية جميلة جدا وهى قصة كيلوبترا تعالو نشوف ايه هى القصة ياااااااااااالا.
قصة كليوبترا
كانت مصر تستهلك جنرالات بصورة مخيفة . أكثر من أي جبهة أخرى . كنا إذا أرسلنا قائدا تعلق بامرأة من مصر وعشقها وكثيرون فروا لأجل ذلك . لذلك قررت ألا أزور القاهرة لمّا جاءني الأمر بتولي القيادة هناك . لم يكن وضعنا بالذي يسمح بالتهاون . فررت من الحياة المدنية فيها وفررت من نسائها وبقيت في الصحراء !!"
من حديث لمونتجمري تذكرته وأنا أعد هذا الموضوع . فابتسمت له وقلت أكيلوباترا هي التي جرت هذا الصيت على نساء مصر أن أنها كانت ضحية له . وهي التي لم تكن مصرية الدم إنما كانت يونانية من مقدونيا .
كثيرات هي أسماء الملكات في التاريخ . وكثير هي أسماء الرجال التي اقترنت بأسمائهن . لكن ملكة لم يكثر ذكرها في أعمال الأدباء بقدر ما أعلم كما كثرت حكاية كيلوباترا . كثيرون اعتمدوا أصل حكايتها وبنوا بها أعمالهم . ربما على سبيل التقليد والتكرار ، ولست هنا في معرض الترتيب لهذا الأمر والبحث فيمن سبق ومن تأخر لكني سأمر على عملين . أو لنقل أني سأمر على ذكر الملكة الجميلة في عملين . الأول هو مسرحية شكسبير ( أنطونيوس وكليوباترا ) والثاني هو مسرحية شوقي ( مصرع كليوباترا ). وربما ليست المسرحيتين مما يقابل بينهما . بل ربما لم يشتركا إلا في ذكر الملكة وانتحارها. لكن مصرية شوقي في نظرته لها هي التي جعلتني أعرض الأمر . كما ان هذا الأمر ليس جديدا فما من أحد تناول الأدب المقارن إلا وكان الحديث عن هذين العملين من أوائل حديثه كما يوافقون بين مجنون ليلى وروميو وجولييت . ولذلك فلن يكون حديثنا متسعا في الجانب المسرحي والفني عند كلا الرجلين بقدر ما سيكون الحديث عن الملكة ذاتها ..
وقبل أن نعرض لهما أرى أن نمر على سيرة الملكة كما جاءت في كتب التاريخ .
كليوباترا ملكة مصر . يونانية من مقدونيا . وهي آخر الملوك من سلالة البطالمة التي انحدرت من نسل بطليموس الأول أحد قواد الاسكندر الأكبر . ولدت سنة 69 قبل الميلاد وتوفي أبوها بطليموس الثالث عشر وهي في الثامنة عشرة من عمرها وبهذا أصبحت ملكة في هذا العمر واقتسم معها الملك أخوها بطليموس الرابع عشر وكان في العاشرة . ولم تمض سنتان على حكمه حتى تآمر عليه ثلاثة من أتباعه ونفوه إلى سوريا فعبأت جيشا اجتازت به الصحراء لتعيد بذلك عرشها .
أما عن هيئتها الجسدية فليس بين يد الباحثين سوى تمثال نصفي اكتشف بعد وفاتها ب 1800 سنة وبعض العملات التي وجدت عليها صورتها . والكثيرون تحدثوا عن جمالها الباهر لكن أحدا من المؤرخين لم يصفها عن عيان . واقرب الأوصاف لها هو وصف بلوطرخوس الذي سمع جده احد الأطباء يتحدث عن كليوبترا، وقد عرف احد طهاة ملكة وادي النيل. و كتب بلوطروس يقول إن جمالها " لم يكن في الحقيقة خارقا أو رائعا بحيث لا يمكن مقارنة احد بها " غير إن جميع الكتاب في العصور القديمة يجمعون على الإشارة بحديثها الحلو، و سحر صوتها، و نباهتها و آرائها السديدة. وكانت تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية. و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخطط الحربية من الطراز الأول، بصورة واضحة، فضلا عن حسن الإخراج .
وهذا الوصف يجعلنا نعرف لم بدأ شوقي مسرحيته بمشهد من مكتبة القصر . واذكر أني قرأت مرة نقدا لهذه المسرحية حمل فيه الكاتب على شوقي أن دفعه حبه لكليوباترا ودفاعه عنها أن جعل قصرها يحوي مكتبة ضخمة لها خازن . وتختلف هي إليها كل فترة . في حين أن أكثر ما ورد في ذكرها عند شكسبير كان وصفا لجمالها وفتنتها إلا أنني أجد من المناسب القول إن تصوير شكسبير لنسويتها في فتنتها وغيرتها وغضبها وتعلقها بالرجل الذي تحبه جاء أعمق واقرب للنفس النسوية من حديث شوقي الذي جعلها ملكة وطنية حبها لوطنها أكبر عندها من أي حب سواه .
يقول شوقي في تعليل كتابته المسرحية ( كنت قبل تأليف هذه الرواية أشهد رواية في احدى دور السينما عن ملكة فرنسية صَوَّرها المؤلف السينمائي في صورة امرأة داعر لا تتورع عن الاستجابة لشهواتها ،فأسيت لهذه الملكة وقلت في نفسي ،وماذا في عرض الفضائح على الناس دون جدوى؟ ثم كم في التاريخ من أغلاط وأكاذيب ،وقد يكون الشأن في ذلك لنزعة المؤلف وهواه السياسي ،أو ميوله الدينية أو القومية،أو رغبته في الاتيان بما يثير الجماهير !! وهنا برزت كليوباترة على صفحة ذهني ،فقلت :لا يبعد أن تكون هذه الملكة قد جنى عليها المؤرخون من ذوي الأغراض ،وبالغوا في التجني عليها .
وحفَّزني ذلك الى وضع هذه الرواية عنها ،لأنه لا يُعقل أن تكون كليوباترة بهذه الحال الزرية التي نراها في كتب المؤرخين(وقد وجدت أن منشأ تشويه سمعتها أتى مما كتبه المؤرخ "بلوتارك" وهو من صنائع حكَّام الرومان ،فأمعن النظر في الحطَّ من شأنها مسوقاً بأغراضه،وعن "بلوتارك"أخذ غيره من المؤرخين الذين حملوا عليها ،فأردت أن أكشف اللثام عما طمسته الأغراض،وأن أبرز ما في حياتها العظيمة من عِبر ومُثُل عليا ،كالتضحية بالذات في سبيل العزة والكرامة،وقَدَّمتها كإنسانة فاتنة ،لها ما للفاتنات من غنى وفتنة ،وكملكة عظيمة لها ما للعظماء من طموح وكبرياء وجلال..يأبى عليها أن تسلم تاج مصر لأعدائها ،وتفضل الموت على حياة الذل والهوان وتقول للأفعى:
هلمّي منقذتي هلمّي وأهلاً بالخلاص وقد سعى لى
سطت روما على مُلكي ولصَّت جواهر أسرتي وحلّي آلي
فرمتُ الموت لم أجبن ولكن لعل جلاله يحمي جلالي
حياة الذل تدفـع بالمنايا تعالي حية الوادي تعالي
ولم أبالغ كما بالغ بعض المؤرخون فأجعلها بريئة من كل عيب ،وأنسب اليها ما نسبه غيري من فضائل روحية و دينية ،فقد كتب عنها بعضهم واصفاً إياها أنها كانت متعمقة في الديانة المصرية القديمة أكثر من آبائها ،و متضلعة في العلم والفلسفة وأنها كانت حكيمة وفيلسوفة .
يظل الرجل حرا حتى يحب . يرى الشمس بكل ألوانها ويرى القمر مغنيا ضاحكا . فإذا أحب غربت كل شمس إلا شمسا واحدة وأظلم كل قمر إلا الذي يسكن قلبه . وهانت عليه كل حياة سوى حياة حبه . حتى حياته هو وحياة من يحب تذوى أمام حياة حبه . والتضحية بأيهما أسهل عليه من التضحية بالحب ذاته .
أيقال إذن إن سلطان النساء على الرجال كبير . تلك خديعة فيما أرى فلا سلطان على أحدهما إلا للحب ذاته . و إلا لما اتفق في ذلك محب المرأة ومحب المال . محب السطوة ومحب الشهوة . ضعف الإنسان وإن اختلفت فيه الطرق .
بدأت هكذا لأنك تشعر أن شخصية شكسبير الأساسية في المسرحية هو أنطونيوس. فهو (( شخصية تنطوي على صراع حاد متعدد الجوانب يمكن أن يكون مجالاً طيباً لتصوير صراع مسرحي في نفس بطل ( نبيل ) تقوده نقطة ضعيفة على الهاوية ، لذا وَجَّه شكسبير اهتمامه على هذه الشخصية وبدتْ كليوباترة وكأنها لإثارة هذا الصراع بين الحب والواجب ، وبين البطولة المقتحمة والجبن المتخاذل لذلك فإن شخصيتها شاحبة إذا قيست في المسرحية إلى انطونيو ))
في حين أننا لا نرى له هذه المساحة عند شوقي الذي ألزم نفسه صناعة صورة مرضية لكليوباترا . التي بدأت سيرتها ولم أكملها وحتى يظل الحديث مرتبطا بسابقه أعود إلى ما بدأته .
ألتقت كليوباترا بيوليوس قيصر في عام 48 ق م . أي وهي في العشرين من عمرها . أنجبت له وريثه الوحيد قيصرون وكان بينهما مشروع طموح هو ضم مصر وروما في امبراطورية كبيرة يديرانها هما و ورثتيهما . ولم يمض على هذا التاريخ أربع سنوات حتى أغتيل قيصر وعادت كليوباترا إلى مصر بعد وفاته بأشهر .
و عندما بدا إن ماركوس انطونيوس يسيطر على الشرق، أمر كليوبترا باللحاق به في طرسوس. فلم تلبّ من فورها، بل لبثت ردحا من الزمن في الإسكندرية قبل إن تذهب إلى هذا اللقاء، ثم إنها أبحرت في أسطول رائع، حاملة الذهب، و العبيد و الجنود، و المجوهرات. و في طرسوس، و بدلا من إن تنزل إلى اليابسة متوسلة، ألقت المرساة و انتظرت و ناورت بمهارة لاجتذاب انطونيوس إلى متن سفينتها، فقدمت له مشهدا مذهلا: فالمجاديف في القادس- و قد صنعت أطرافها من الفضة- كانت تتحرك على إيقاع نغمات القيثارات و النايات، و كانت الحبال تشغل بواسطة جوار رائعات الحسن يرتدين لباس حوريات الماء بكل أناقة، و كانت المباخر تنشر الأريج اّلعطر في الأجواء. أما كليوبترا نفسها، فقد ارتدت لباس فينوس، و تمدّدت على مظلّة مذهبة، في حين كان صبيان يحركون المراوح.
وهو المشهد الذي صوره شكسبير في حديث اينوبربوس .
( عندما انتهت المأدبة، قدمت كليوبترا الآنية الذهبية، و الأقداح الجميلة المنحوتة، و الأسرة الفخمة المستخدمة للراحة، و المطرزات التي استعملت في المأدبة.و في مساء اليوم التالي، استقبلته مجددا مع ضباطه، و لدى الوداع أغدقت أيضا الهداية النفيسة الرائعة على كل ضيوفها. و لم تكن غايتها الارتباط بأنطونيوس، و لكن إقناعه بفن مصر غير المحدود، و بالتالي، قيمتها شخصيا كحليفة لروما. )
زارها بعد ذلك في الاسكندرية وأقام فيها شتاء ذلك العام . أنجبت بعد رحيله بستة اشهر توأما . ثم لحقت به في سوريا وهناك أعلنوا زواجهما رسميا .
أبرز المحطات التي يتوقف حولها الباحثين هي معركة اكتيوم . لم يتفق أحد للآن لماذا قبل انطونيوس أن يجر للحرب في البحر وهو يملك الجيش القوي الذي يضمن به الانتصار في البر . ولماذا استدارت كليوباترا عائدة بأسطولها في وسط المعركة . وهو ما اعتبر خيانة منها وعلل بأنها أرادت أن تنهك الحرب المتقاتلين فتفوز هي وحدها بحكم ثلاثة أرباع العالم .
مشهد واحد أحسست فيه تشابها بين النصي هو مشهد عودة أنطونيو مهزوما .
كليوباترا زوديني قبلة . من ثناياك العذاب الشبمات
وأضيئي بسناها مقلة . يسدل الموت عليها الظلمات
ردي على هامتي الغار الذي سلبت . فقبلة منك تعلوها هي الغار .
إشاعة موتها التي أطلقتها بعد المعركة والتي كانت سببا في انتحار أنطونيو أراد شوقي تبرئتها منها فنسبها للطبيب أوليمبوس.
مع تحيااااااااااااتى....................