خُصْلةُ الشَّعْرِ على حَرْفِ الجبينْ
أهْدِتِ السِّحْرَ إلى الصبحِ المبينْ
وهي تنزاحُ شمالاً قلقاً
ثم تنزاحُ ارتياحاً لليمينْ
أسْبِليها بيدٍ ناعمةٍ
فوق خدٍّ من زهورِ الياسمينْ
أنتِ يا حلوةُ في وجهِكِ ما
يُلهمُ الأشعارَ ليْ طولَ السنينْ
غارَ منك الغارُ ،
والغُصْنُ بَدَا
غُصْنَ لَوْزٍ مُزهراً في كلّ حينْ
وبعينيكِ رُؤَىً من نرجسٍ
حالماتٌ ،
فبماذا تَحْلُمينْ ؟
وبخدّيك ورودٌ من ندَىً
فوقَ وَرْدٍ من لهيبٍ وحنينْ
شفتاكِ التوتُ ألقى دمَهُ
فيهما ،
والسِّرُّ خافٍ لا يبينْ
فُقْتِ بالحُسْنِ سناءً وسنىً
والثريّا قِرْطُكِ الزاهي الثمينْ
وسُهيلٌ* وَجْنَةٌ من لَهََبٍ
وبقلبي منهُ خَفْقٌ وأنينْ
إن حزنَ الزهرِ حزني وأنا
عشتُ أيامي مع الزهرِ الحزينْ
وشَذَى الرّيحانِ عِشْقي وأنا
حالمٌ تحتَ ظِلالِ اليَرْنَحينْ*
وصديقي النايُ لا أخذلُهُ
وهو باقٍ لي على العهدِ أمينْ
كلّما خَفّ غمامٌ في السّما
مثلَ قطنٍ قلتُ :
قد خَفّ القطينْ
كمْ أليفٍ وهو عنّي مُبْعَدٌ
هو لي أقربُ من عِرْقِ الوتينْ*
فأعينيني على حَمْلِ النّوَى
ليس إلاّكِ على الصبرِ يُعينْ!
ـــــــــ
سُهيل : نجم زاهٍ يطلع جنوباً .
*اليرنحين : شجر دائم الخضرة
منبته الوديان ومسلان الماء .
*الوتين :عرق في القلب